كلمة سعادة السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية بمناسبة يوم المرأة العربية

تهدي منظمة المرأة العربية أرق التهاني لجميع النساء العربيات في سائر أقطار الوطن العربي بمناسبة عيد المرأة العربية الذي يحل في الأول من فبراير من كل عام متمنية لهن جميعًا مستقبل آمن ومستقر.
لقد شهدت الأعوام القليلة الماضية أحداثا وتحولات متوالية في المنطقة العربية لا سيما على الصعيد السياسي والأمني، أظهرت فيها المرأة العربية أنها بحق شريك مسئول يتحمل مسئولية المواطنة كاملة في مواجهة أعتى التحديات وفي ظل أقسى الظروف. وقد شهدت الحقبة الأخيرة إصدار تشريعات واتخاذ خطوات تنفيذية في صالح المرأة في العديد من الدول وخاصة على صعيد تمكينها سياسيا، فضلا عن أن اهتمام المرأة العربية بالشأن العام في بلدانها قد رفع من مكانتها وقدرها.
 وعلى الرغم من هذا، فقد بدا أن حركة التغيير التي حملت لوائها المرأة إلى جانب الرجل سعياً للحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وأملا في مجتمع يستوعب الجميع ويضمن الحقوق ويوفر الفرص لأعضائه كافة، قد رافقها من جديد الفكر الرجعي المستند إلى عادات وتقاليد زائلة تتلفح زيفا بالدين وتفرض سطوتها على المجتمع مما يهدد النساء بفقدان القائم من مكسباتهن الحقوقية  والقانونية والسياسية والتي أفرزها النضال من أجل حقوق المرأة على مدار عقود.
إن الوضع الراهن الذي تواجهه المرأة العربية يستدعي تصورًا إصلاحيا عربياً تتكاتف في إطاره  جهود الحكومات والمجتمع المدني وكذلك أصحاب الفكر  ورجال الدين المستنيرين والإعلاميين لوضع صياغة لأولويات العمل مع المرأة تبدأ بالأوضاع الأشد إلحاحا ، تحديدا  المرأة الأشد فقرا والمرأة تحت نير النزاعات المسلحة.
وهنا لابد من تحديد مسئوليات الأطراف المختلفة بشكل واضح ، فالحكومات تتحمل مسئولية أساسية في طرق جميع السبل من أجل تكريس حقوق المرأة على كافة الأصعدة ثم ضمان حماية هذه الحقوق بقوة القانون والنظام العام. أما  وسائل الاعلام العربية فعليها أن تراجع بشكل جاد الصورة التي تروجها للمرأة والطريقة التي تتناول بها قضاياها، وهناك كذلك مسئولية مركبة تتحملها كافة التنظيمات السياسية وهيئات المجتمع المدني في تقديم نموذج ناجح لإدماج المرأة ومشاركتها الكاملة، فضلا عن عمليات التوعية المجتمعية المستمرة، أما أصحاب الفكر ورجال الدين المستنيرين فمسئوليتهم هي فتح كل الملفات  الخاصة بالمرأة، وأهمها التوجه إلى الشباب، لأن الشباب هم أصحاب المستقبل وهم المسئولون عن نوعية المنظومة الاجتماعية والأخلاقية التي ستنتظم عبرها الحياة في العقود  القادمة، وسيكون لزاما على كل من يعمل في مجال حقوق المرأة أن يمد جسور التواصل مع الشباب لتزويدهم بالمرجعيات الصحيحة فيما يتعلق بقضايا المرأة ولتكوينهم كفاعلين جادين في مضمار الاصلاح بوجه عام وإصلاح وضع المرأة بوجه خاص. فلا ديمقراطية ولا عدالة ولاتنمية ولا نهوض بدون توجيه الاعتبار اللازم للمرأة ودورها، أولا كإنسان ، وثانيا كمواطن كامل الأهلية والقدرة على المشاركة في عمليات التنمية والبناء الاجتماعي بكافة صورها.

أكرر تهنئتي لكل امرأة عربية بعيدها، راجية أن يأتي العيد القادم على المرأة العربية وهي تتبوأ المكانة  التي تستحقها في النطاقين العام والخاص.
 

السفيرة/ مرفت تلاوي

بمناسبة يوم المرأة العربية تعقد منظمة المرأة العربية بالتعاون مع قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية  ملتقى للإعلاميين حول "دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة" (9 فبراير 2015)