كلمة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية في الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للمنظمة:

24/11/2019

 فخامة السيدة كلودين عون روكرز : رئيسة المجلس الأعلى للمنظمة ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية

معالي الوزيرة السيدة غنية الدالية: رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة ووزيرة التضامن الوطنى والأسرة وقضايا المرأة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

معالي الدكتورة هيفاء أبو غزالة: ممثلة جامعة الدول العربية الأمينة العامة المساعدة للقطاع الاجتماعي
 
صاحبات وأصحاب المعالي والسعادة عضوات المجلس الأعلى والمجلس التنفيذي
أصحاب السعادة سفراء الدول العربية الأعضاء في المنظمة والدبلوماسيين أعضاء الوفود المشاركة
 
أيها الحضور الكريم:
إن اجتماع المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية اليوم في دورته التاسعة هو انتصار لنزعة البناء على نزعة التفكيك، انتصار لحلم النساء العربيات بعمل عربي مشترك مخصص لهن، انتصار لمأسسة العمل العربي المشترك في خدمة النساء والفتيات وفاء لليقظة التى حققتها قياداتنا في مطلع الألفية والتى نتج عنها إنشاء منظمتنا، أي حوالي العقد قبل أن تبادر الأمم المتحدة نفسها إلى تأسيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
ونحن ندين لرئيسة المجلس الأعلى السيدة كلودين عون روكز لأنها تشبثت بمبدأ عقد الاجتماع العادي هذا في موعده المنتظم وفي القاهرة ، حيث مقر المنظمة ومقر أغلبية المؤسسات العربية المشتركة، بدلأ من نقل الاجتماع إلى العام المقبل حيث سينعقد المؤتمر العام الثامن للمنظمة في لبنان.
وفي حينه، سيكون للمجلس الأعلى اجتماعاً ايضاً ولكن اجتماعاً استثنائياً، فالرئيسة مهتمة جداً بتعزيز مأسسة المنظمة وزيادة فعاليتها ولا يتم ذلك إلا بعمل سائر آلياتها بشكل منتظم وأولها تحديداً المجالس الاستشارية والمجلس التنفيذي والمجلس الأعلى.
 
صاحبة الفخامة، صاحبات وأصحاب المعالي والسعادة ، أيها الحضور الكريم،
يمر العالم العربي في زمن صعب ، فبدل أن تنصب أغلبية الجهود لمضاعفة وتيرة التنمية وجلب البحبوحة لشعوبنا، نرى أنفسنا أمام مشهد ملبد ومؤلم مع الحروب والنزاعات المسلحة المتواصلة ومع سقوط المزيد من الضحايا ومن أعداد النازحين والمهجرين قسراً واللاجئين والمهاجرين ، كذلك التدمير والتدمير والتدمير
وكل ذلك سيلقي بأعباء باهظة على الأجيال المقبلة من شبابنا لتسديد ديون إعادة الإعمار.
نرى الحكومات تضطر لتخصيص الموارد لإعادة الهدوء والاستقرار وتعزيز الأمن وهي مسائل أساسية بكل تأكيد لكن هذا الأمر يضعف امكاناتنا في مجال التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية .
والمرأة العربية هي في عين هذه العاصفة فهي تتعرض مباشرة للإيذاء من جراء الأعمال الحربية ومن تداعيات تلك الأعمال. لكن رأينا حالات كانت المرأة والفتاة في مناطق النزاعات المسلحة والحروب أهداف عسكرية مباشرة جرت الآلام والمآسي على بعض شعوبنا وما زالت .
كذلك تصاعد فكر يحاول تغذية النزعة المناهضة لتطور حضور المرأة وأدوارها في المجتمع . وفيما كانت نهضة المرأة قد بدأت بالفعل وبشكل ملموس منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ولدينا في الصور الفوتوغرافية لتلك الأزمنة ، أكبر دليل على ذلك، بتنا نرى في العديد من الساحات اليوم مشهداً متناقضا، يتهافت فيه نزعتان: نزعة إلى التقدم ونزعة إلى التراجع عن أهم المكتسبات .
في هذه الأجواء، يظهر أكثر فأكثر دور منظمتنا.
فالتحديات كبيرة وعلينا مضاعفة الجهود في عدة ميادين في آن واحد . فيصعب علينا أن نحسم لصالح أولية دون أخري. أنبدأ بجهود التهدئة والسلام وتعزيز قدرات النساء في إعادة الإعمار؟ عملا بأحكام القرارات الدولية وأولها 1325 وآخرها منذ اسبوعين قرار مجلس الأمن رقم 2493 ؟
أم نبدأ بتعزيز الأطر التشريعية لحماية المرأة والفتاة وتعزيز الآليات الخاصة بإنفاذ القوانين والتشريعات؟.
أم نبدأ بالتمكين الاقتصادي للنساء لزيادة أعدادهن في سوق العمل والانتاج؟
أم نبدأ بالتمكين السياسي لهن ليدخلن إلى البرلمانات وإلى الحكومات وإلى سائر مواقع صناعة القرار للدفاع عن قضاياهن ومصالحهن وعن قضايا مجتمعاتهن؟
أم نبدأ بتمكين الشباب والشابات أملا بأن انخراطهم في مسارات إعادة البناء وإدارة النزعات والتفاوض ليضمن مستقبلا عدلا وأكثر انصافاً للنساء؟
أم نبدأ بالسعي إلى تفكيك الصور النمطية السلبية للمرأة في مجالات التربية والثقافة والإعلام بهدف تغيير الذهنيات وتهيئة النفوس والسلوكيات الاجتماعية لعلاقات بين المرأة والرجل مبنية على المساواة في الحقوق وفي الفرص وشراكة دائمة بينهما في كل المواقع وفي كل مجالات الحياة من الأسرة إلى أكبر مواقع القرار المجتمعي؟
كل هذه الميادين هي أولويات وقد اخترنا العمل في جميعها في آن واحد.
لكي ننجح ، علينا أن نعمل معاً وأن نرص الصفوف وأن نسعى لتجميع طاقاتنا .
سنوفق حتماً إذا عملنا بصدق وبكل طاقاتنا وبتعاون وثيق في إطار جامعة الدول العربية التى، هي أيضاً ولدت قبل ولادة منظمة الأمم المتحدة .
نحن العرب، ننجح عندما يقودنا قلبنا فهو يعرف الطريق ويهدينا إلى الأفضل.
عاشت المرأة العربية وعاش التعاون العربي.
أتمنى لأعمال المجلس الأعلى كل النجاح ونحن في إدارة المنظمة نعول على قراراتكم وعلى دعمكم وعلى ثقتكم .
مستقبلنا سيكون أفضل.
 

أخبار متعلقة