من العاصمة الأردنية عمَّان:

منظمة المرأة العربية تُطلق ورشة عمل حول "تطوير المناهج الدراسية من منظور المساواة بين الجنسين"

14/09/2025

 أطلقت منظمة المرأة العربية صباح اليوم الأحد بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة والمركز الوطني لتطوير المناهج ورشة عمل حول "تطوير المناهج الدراسية من منظور المساواة بين الجنسين"، وذلك من العاصمة الأردنية عمَّان، وتستمر على مدار يومي 14و15 سبتمبر/أيلول 2025.

افتتح الورشة كل من سعادة الأستاذة الدكتورة/ فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، ومعالي الوزيرة / مها علي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، ومعالي الأستاذ الدكتور/ محي الدين توق، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج.
 
في كلمتها وجَّهت المديرة العامة للمنظمة خالص التحية للأستاذ الدكتور/ محي الدين طوق، ومعالي الوزيرة/ مها علي، ولجميع المشاركين والمشاركات في الورشة. وأكدت أن منظمة المرأة العربية اختارت عَمان مقرًا لعقد الورشة تقديرًا لجهود المملكة الأردنية الهاشمية في مجال التربية والتعليم، مُشيدة  بفوز الأردن بجائزة التميز التي خصصتها المنظمة في العام 2025 لأفضل مؤسسة عامة تتخذ تدابير وإجراءات وتعتمد برامج ذات صلة بموضوع المساواة.
وأوضحت الدكتورة كيوان أن اهتمام المنظمة بالمجال التربوي، معطوف عليه الاهتمام بالمجال الثقافي والإعلامي، يعود لقناعة أن هذا الثلاثي هو الذي قد يحدث الفارق ويدفع باتجاه التغيير في الذهنيات والسلوكيات.
وذكرت أن المنظمة أطلقت برنامج خاصا بالمجال التربوي منذ عام 2019 وأنها ماضية بالعمل بهذا البرنامج منذ ذلك الحين مع مختلف الدول العربية.
وتحدثت الدكتورة كيوان عن علاقة المناهج التعليمية بتشكيل الوعي الفردي، موضحة أن المنظمة اختارت اعتماد مقاربة شاملة تتضمن التأثير على الأطفال من الجنسين منذ سن مبكر وأن يأتي التدخل انطلاقًا من مبدأ الشراكة والمحبة بين الجنسين، كي يكبر الأطفال معًا ويواجهون الحياة يدا بيد في كل المجالات. مؤكدة أن هذا الخيار يعزز الأسرة التي هي أساس الأمان النفسي للأطفال.
أشارت سيادتها كذلك إلى أن المنظمة تعمل على تمكين الفتيات والنساء ودفعهن إلى الاندماج في السوق الاقتصادية لأنه لا يمكن ولوج المساواة إذا كانت المرأة غير مكتفية ماديًا. 
 
كما قالت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، معالي الوزيرة/ مها علي، في كلمتها إن المناهج الدراسية ليست مجرد أدوات تعليمية لنقل المعرفة، بل هي رافعة أساسية لتشكيل الوعي المجتمعي وبناء قيم العدالة والمساواة. ومن خلال تطويرها، يمكننا ترسيخ أنماط إيجابية تعزز مشاركة المرأة في الحياة العامة وتدعم مفهوم الشراكة المتوازنة بين الرجل والمرأة في الأسرة والمجتمع. 
وأوضحت علي، دور المناهج في دعم الجهود الوطنية للوقاية من العنف حيث أنها تُساهم في تجذير مفاهيم احترام حقوق الإنسان ونبذ التنمر والعنف وبما ينسجم مع موروثنا الثقافي والاجتماعي.
وقالت ⁠إن تطوير المناهج المدرسية من منظور المساواة بين الجنسين يُشكّل استثماراً طويل الأمد في المستقبل، ويأتي منسجماً مع الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن، ومع الخطة الوطنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، والتي من أهدافها تشجيع أنماط مجتمعية داعمة لدور فاعل للمراة في التنمية الوطنية المستدامة ونبذ العنف والتمييز بكافة أشكاله.
وأضافت علي، أن اللجنة ⁠تعمل حاليا ومن خلال فريق من الخبراء المختصين على إعداد دليل إرشادي لتوطين المصطلحات المتعلقة بالنوع الاجتماعي لوضعها في السياق الوطني وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوزارية لتمكين المرأة. 
وأكّدت علي، أهمية الورشة الإقليمية في تبادل التجارب بين الدول العربية والاستفادة منها.
 
 
من جهته ثمن معالي الأستاذ الدكتور/ محي الدين توق، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج موضوع الورشة التي تعمل على بناء توافق إقليمي عربي حول الأولويات والخطوات المستقبلية لتطوير المناهج بما يضمن بيئة تعليمية أكثر عدلًا وشمولًا.
وأكد سيادته أن قضية المساواة في الفرص بين الجنسين هي إحدى القضايا ذات الأهمية في فكر ورؤية المركز الوطني لتطوير المناهج بالأردن، موضحًا أن المركز هو مؤسسة وطنية مستقلة عن وزارة التربية والتعليم تم إنشاؤه عام 2017 تلبية لما ورد في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ، وأن المركز يعمل فيه متخصصون بشكل طوعي يقومون بإعداد الكتب التي يتم اخضاعها لمراحل مختلفة من التدقيق والمراجعة من قبل فرق من المعلمين من الجنسين قبل اعتمادها وإرسالها لوزارة التربية والتعليم.
وأوضح أن رؤية المركز تتضمن اتجاهين الأول أن تكون المباحث التي جرى البدء في إعدادها أكثر حساسية وتراعي المساواة بين الجنسين من حيث الأمثلة وتوزيع الشخصيات والصور واللغة المستخدمة والأدوار وتعديل الصور النمطية للمرأة في الكتب المدرسية، أما الاتجاه الثاني فينطلق من ضرورة تضمين مفاهيم المساواة بين الجنسين الاجتماعي بصورة مباشرة . وقد تُرجمت هذه الرؤية عبر عدة إجراءات نفذها المركز ومنها إعداد مصفوفة القضايا المشتركة والمفاهيم للمواد التدريسية. وأضاف أن المركز، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، قام باختيار فريق يشارك في صياغة وإعداد (أداة المساواة بين الجنسين) وهي وثيقة تتضمن جانبين هما: جانب نظري يحتوي على مجموعة من المفاهيم المتصلة بالمساواة بين الجنسين، والجانب التطبيقي هو أداة تقييم موضوعي للكتاب المدرسي بشأن توزيع الشخصيات والصور والأشكال والأدوار.
وأشار إلى أن فريق المركز تلقى تدريبًا متخصصًا في مجال مراجعة عملية تأليف الكتب ومراعتها للمساواة بين الجنسين، واعتمد المركز أداة تحليل المساواة بين الجنسين كأحد أدوات ضبط الجودة في الإصدارات، وقام على أساسها بمراجعة الإصدارات السابقة . وأضاف أن المركز يتابع دوره في تدريب المؤلفين لمساعدتهم على تأليف كتب مدرسية حساسة للمساواة بين الجنسين، كما يعمل على حُسن الاختيار والتنويع بين الذكور والإناث في عملية اختيار فرق التأليف والمراجعة.
وأكّد توق، أن المركز قطع شوطا كبيرا في هذا المجال، ولكنه مستمر في هذا النهج؛ لإيمان المركز المُطلق بأهمية هذه القضية، وليقينه بأهمية الكتاب المدرسي ودوره المحوري في بناء شخصية الطالب المعرفية والتربوية والثقافية.
 
هذا وتضم الورشة ست جلسات عمل تبدأ بعرض لبرنامج التربية من أجل المستقبل الذي تتبناه منظمة المرأة العربية، كما تناقش الجلسات أشكال التمييز بين الجنسين في العملية التعليمية مع التركيز على المناهج الدراسية، وعملية تطوير المناهج الدراسية من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين من حيث الآليات ومعايير التطوير، بالإضافة إلى عرض لتجارب الدول العربية في عملية تطوير المناهج الدراسية، وتشهد الورشة تقسيم المشاركين/المشاركات إلى مجموعات عمل من أجل إعداد خطة عمل إقليمية لتعزيز صورة المرأة في المناهج الدراسية.
يشارك في الورشة ممثلون/ممثلات من وزارات التربية والتعليم في الدول العربية، تحديدًا المسؤولين عن تطوير المناهج الدراسية، وكذا ممثلون/ممثلات عن الآليات الوطنية المعنية بالمرأة في الدول العربية من كل من: الأردن، وتونس، والسودان، وعمان، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، واليمن.
تأتي الورشة في إطار أنشطة برنامج (التربية والثقافة والإعلام) وهو أحد برامج العمل الرئيسية لمنظمة المرأة العربية وتعمل من خلاله على التأثير في الثقافة المجتمعية لصالح ترسيخ قيم العدالة والمساواة وقبول الآخر، وتمثل العملية التعليمية أحد أهم عناصر اهتمام هذا البرنامج كونها تقوم ببناء وتكوين شخصية الأطفال والناشئة.
 

 

أخبار متعلقة