برعاية السيدة الموريتانية الأولى ومشاركة وزيرات المرأة في دول المغرب العربي: ملتقى رفيع المستوى حول تمكين المرأة بنواكشوط
19/05/2025
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط صباح اليوم الاثنين الموافق 19 مايو/ أيار2025 فعاليات حفل افتتاح الملتقى رفيع المستوى حول (تمكين المرأة في دول المغرب العربي) الذي يعقد تحت الرعاية السامية للسيدة الموريتانية الأولى الدكتورة/ مريم محمد فاضل الداه، عضوة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، وبالتعاون فيما بين المنظمة ووزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
استهل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم تلاها النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ثم نشيد (المرأة العربية)، تلا ذلك عرض فيلم وثائقي حول أهم المكتسبات التى تحققت للمرأة الموريتانية.
في كلمتها وجهت الأستاذة الدكتورة/ فاديا كيوان المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية خالص التحية لفخامة السيدة الموريتانية الأولى الدكتورة/ مريم محمد فاضل عضوة المجلس الأعلى للمنظمة وراعية الملتقى، كما وجهت خالص الشكر لمعالي الوزيرة/ صفية بنت انتهاه والسيدات الوزيرات عضوات المجلس التنفيذي للمنظمة من دول المغرب العربي.
وأكدت سيادتها أن منظمة المرأة العربية تعتز كثيرا بالحضور إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية والعمل في هذا الملتقى رفيع المستوى، مؤكدة أن المنظمة تسعى لأن تقدم نموذجًا ناجحا للعمل العربي المشترك، وأنها تسعى للتضامن والتعاضد وتبادل الرأي والخبرات فيما بين الدول العربية لافتة إلى أن سحر العمل العربي المشترك قادر على تقريب المسافات من المحيط إلى الخليج للعمل سويًا من أجل عزة ورفعة المجتمعات العربية ككل.
وأوضحت سيادتها أن موضوع الملتقى حول إدماج قضايا المرأة في التشريعات والسياسات العامة يطرح سؤالا أساسياً مفاده: هل يتم ذلك الإدماج من أعلى أم من أسفل، وأكدت سيادتها أنه مع تسجيل عميق التقدير لمبادرات القيادات السياسية في الدول العربية والتي تسعى جميعا لدعم النساء وحقوقهن ومشاركتهن المجتمعية الفاعلة، فإن هذه المبادرات الرئاسية لابد أن تترافق مع عمل مجتمعي من قطاعات الثقافة والإعلام من أجل تغيير الصور النمطية حول المرأة. كما أكدت أن المرأة نفسها عليها مسؤولية المشاركة في التنمية الوطنية، وأن قضايا المرأة ليست قضايا خاصة إنما الحقيقة أن طموح المرأة يتقاطع مع آمال وطموحات المجتمعات العربية في التقدم والازدهار.
وأوضحت سيادتها أنه بينما بدأت مسيرة المطالبة بحقوق النساء منذ مئة عام بالمطالبة بحقوق التعليم، ثم العمل، ثم المشاركة السياسية، فقد وصلت تلك المسيرة إلى المطالبة بإشراك المرأة على قدم وساق في عملية صنع التشريعات والسياسات العامة. فضلا عن قضية العنف ضد المرأة التي باتت من أهم علامات العمل من أجل المرأة. وأكدت سيادتها أن قضايا المرأة ليست قضايا عربية فحسب إنما قضايا عالمية.
وختمت سيادتها كلمتها بالقول "اننا اليوم في هذه التظاهرة نقدم صورة حية عن النبض الحي فينا، واهتمامنا بأن نبقى معا، لنتقدم معا، إنه سحر العمل العربي المشترك".
وفي كلمتها رحبت معالي الوزيرة/ السيدة صفية انتهاه وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة بموريتانيا، بالحضور الكريم، وأشارت سيادتها إلى أن هذا الملتقى يشكل فرصةً هامة للتباحث في قضايا المرأة المغاربية، خصوصًا في مجالات المشاركة السياسية والاقتصادية.
وثمنت سيادتها العناية الكبيرة التي يُوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لتمكينها؛ إذْ أكد فخامته في برنامجه الاجتماعي "طموحي للوطن" حرصه على تعزيز تمثيل النساء في دوائر صنع القرارات الإدارية والسياسية وتعزيزِ نفاذهن للقروض والملكية العقارية وفرصِ الشغل، كما يُشكل تجسيدا واضحا للسياسة العامة للحكومة بتنسيق من معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي.
وأعربت سيادتها عن فخرها واعتزازها بالدور الكبير الذي تقوم به السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، لمناصرتها الدائمة لتمكين المرأة ودعم ولوجها للمناصب القيادية وترقية مشاركتها السياسية، وخيرُ دليل على ذلك ترؤُسها للمبادرة الوطنية الكبرى التي أُطْلِقَتْ قبل الانتخابات البلدية والبرلمانية سنة 2023 تحت شعار: "أنصار التمكين السياسي للمرأة الموريتانية"، وقد أسفرت هذه الحملة عن نتائج كبيرة في هذا المجال.
وفيما يتعلق بواقع المشاركة السياسية للمرأة الموريتانية؛ فقد أسفرت الانتخابات البرلمانية لعام 2023، عن نتائج هامة في تعزيز حضور المرأة في البرلمان، حيث وصل تمثيل المرأة الموريتانية إلى حوالي 23% من مجموع المقاعد موزعةً بين أحزاب الأغلبية والمعارضة، ولفتت سيادتها إلى أنه ومع أن هذه النسبةَ تُعدُّ مهمة على المستوى الإقليمي إلا أن موريتانيا تسعى لتصل إلى ما بين 30% إلى 35% خلال الاستحقاقات المقبلة.
وأوضحت سيادتها أن النساء تشكل نسبةً هامةً من بين المستشارين البلديين والجهويين، حيث تُمثل أكثر من 35% مع حضور كبير في المناصب القيادية، كما تمثل المرأة أكثرَ من خُمس أعضاء الحكومة وتسجل حضورا معتبرا في العديد من المناصب السيادية الأخرى مثل الإدارات العامة للمؤسسات العمومية ومجالس الإدارات وأسلاك التعليم والأمن والقضاء والدفاع والداخلية. كما تترأس المرأةُ الموريتانية بعض الأحزاب السياسية النشطة ولها حضور كبير في الحملات الانتخابية وتمثل أكثر من نصف اللائحة الانتخابية.
وفي ختام كلمتها عبرت سيادتها عن تطلعها لأن يقوم الملتقى بتقديم توصيف جامع لواقع المرأة العربية في دول المغرب العربي في الميادين التشريعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأن يستشرف مستقبل التمكين لها وفق استراتيجية مدروسة تعمل على تحقيق غايات المرأة الكبرى والنبيلة.
وفي الكلمة الافتتاحية لفخامة السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، عضوة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية رحبت سيادتها بضيوف موريتانيا متمنية لهم إقامة طيبة ومشاركة مثمرة في فعاليات الملتقى رفيع المستوى.
وشكرت منظمة المرأة العربية وعلى رأسها الأستاذة الدكتورة/ فاديا كيوان، تقديراً لجهودها المتواصلة في تعزيز دور المرأة العربية، ولحيويتها في قيادة عمل المنظمة بما يحقق أهدافها النبيلة.
وأكدت فخامتها أن اختيار تمكين المرأة المغاربية عنوانًا لهذا الملتقى في هذا الظرف الحساس، يجسد وعياً عميقاً بضرورة تعزيز دور المرأة العربية في مسيرة التنمية. فقد أثبتت المرأة في منطقتنا، على مر الأجيال، كفاءتها وإسهاماتها المشهودة في كل الميادين: من النضال التحرري إلى البناء الوطني.
كما شددت على أن تمكين المرأة ليس ترفاً فكرياً، بل هو ضرورة حضارية وإنسانية تمليها العدالة، وتفرضها متطلبات التنمية المستدامة، لأن تحقيق مشاركة متكافئة للنساء في مواقع القرار، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية، شرط أساس لمجتمعات مزدهرة وشاملة.
وأوضحت أن بلدان المغرب العربي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة تمثيل النساء في البرلمانات، والتي تجاوزت في بعضها 20%. كما تسجل تقدماً مشجعاً في نفاذ الفتيات للتعليم، لاسيما في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
ولفتت فخامتها إلى التحديات القائمة؛ ومنها ارتفاع معدلات بطالة النساء وأن تمثيلهن في القطاعات التقنية والعلمية لا يزال دون الطموح، رغم تزايد مشاركتهن في ريادة الأعمال والمشاريع الصغرى والمتوسطة.
وأعربت عن تطلعها أن يكون الملتقى فرصة لتبادل التجارب الناجحة، وتعزيز التعاون المغاربي والعربي في مجال السياسات الداعمة للنساء، عبر جلساته العلمية وورشاته التفاعلية.
وأوصت أن يخرج الملتقى ببيان ختامي يحمل رسالة واضحة مفادها أن المرأة العربية شريكة فاعلة في صناعة المستقبل، وقادرة على قيادة التغيير نحو عالم أكثر عدلاً وإنصافاً.
هذا ويشارك في الملتقى وزيرات المرأة والأسرة والتضامن الاجتماعي من دول المغرب العربي ولفيف من الخبراء والخبيرات من الدول العربية في مجال القانون والسياسات العامة.
وتتضمن فعاليات الملتقى الذي يتواصل في الفترة 19-21مايو2025 طاولة مستديرة تديرها أ.د. فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة وتقدم فيها الوزيرات تجارب دولهن في "التمكين السياسي للمرأة"، وورشة عمل تمتد على مدار ثلاث أيام تديرها الحقوقية المصرية الأستاذة/ نهاد أبو القمصان ويشارك فيها خبراء/خبيرات من موريتانيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا حول "إدراج قضايا المرأة في التشريعات والسياسات العامة".